بقلم: محمد بن علي الوشلي الحسني
﷽ ، الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الشيخ عبدالله القرعاوي مجدد الدعوة في الجنوب رحمه الله، ولد في عنيزة عام 1315 هـ، ونشأ يتيم الأب، اشتغل بالتجارة في أول حياته، ثم طلب العلم على كبر، وتتلمذ على مشايخ كبار كان على رأسهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، ورحل إلى الهند في بداية حياته للتجارة، ثم طلباً للعلم لا سيما علم الحديث، انتدبه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم إلى جنوب المملكة للدعوة إلى الله، وأوصاه بالإخلاص والصدق في دعوته، فتوجه مباشرة إلى “صامطة” حاملاً شيئاً من البضاعة، وافتتح له فيها دكاناً، وشرع فيه بتعليم القرآن ثم العلوم الشرعية بأنواعها، وأمضى في نشر الدعوة هناك 31 سنة، تحولت مراكزه العلمية والدعوية التي أنشأها إلى مدارس نظامية، حيث بلغت نحو ألفين مدرسة، بقي مشرفاً على تلك المدارس حتى قدم استقالته عام 1373هـ، مرض في “جازان” ونقل إلى مستشفى الشميسي بالرياض حين اشتد عليه، وتوفي عام 1388هـ عن عمر يناهز 73عاماً، رحمه الله رحمة واسعة.
وحياة الشيخ “عبدالله القرعاوي” رحمه الله حافلة بالهمة والنشاط ، ودعوته في جنوب المملكة، وجهوده العظيمة في نشر العلم والدعوة هناك، وحنكته وحكمته وصبره على ذلك لا تخفى على كثيرين، لا سيما في جازان ، وبالأخص “صامطة” وما حولها، التي كانت منطلق دعوته، حتى لقب بـ: “داعية الجنوب”، وصار هذا الوصف إذا أطلق لا ينصرف إلا إليه، نظراً لأسبقيته في نشر الدعوة هناك، وامتداد جهوده مكاناً وزماناً في تلك المنطقة.
ولست بصدد الحديث عن سيرة الشيخ وحياته، وجهوده العلمية والدعوية، وآثاره التي خلدت تلك الجهود، خاصة صناعته الفذة للعلماء والدعاة، إذ لهذه المهمة فرسانها العارفون بتاريخه، المتتبعون لمسيرته، فقد ألفت في ذلك كتب، اهتمت بسيرته ومسيرته على حد سواء، وأبرزت الجهود الجبارة التي تحققت بتوفيق الله على يديه، لا سيما الأساليب التي سلكها في الدعوة إلى الله، إذ تميز بها عن غيره ممن أولوا الدعوة عنايتهم، وآتت ثمارها في التأثير في تلك البيئة، التى انتشر فيها الجهل، وعمت فيها البدع، وتشوه لديهم التوحيد الخالص.
نعم لست بصدد ذلك كله، إذ مهمتي هنا تنحصر في ذكر قصة! قصة تدل على همة الشيخ وصبره، وتحمله العناء في إيصال ما لديه من خير، واتباعه لأساليب مميزة في الدعوة، كان لها أثر بالغ، وتأثير عميق، تدل على فقه عظيم، لا سيما في باب فقه الموازنات بين المصالح والمفاسد، والنظر إلى مآلات الأمور، كونها أصلاً من أصول الشرع الحنيف.
كنت يوماً ما مع عدد من زملاء العمل مدعوين للغداء عند صديق عزيز، وذلك قبل أكثر من عقد من الزمان، وكان ضيف الشرف في هذه المناسبة معالي الشيخ صالح الحصين رحمه الله، أنسنا به، وأفدنا منه، فقد حدثنا أحاديث ماتعة عن العلماء والدعاء، بأسلوبه الشائق، وعباراته البليغة، وهدوئه اللافت، وصوته الخفيض، كان أكثرها تأثيراً في نفسي قصة ذكرها عن الشيخ عبدالله القرعاوي رحمه الله، حيث ذكر معاليه أنه سمعها من الشيخ القرعاوي مباشرة.
حدثنا الشيخ “الحصين” أن الشيخ “القرعاوي” رحمهم الله قال له ذات يوم، أنه حين بدأ الدعوة في “صامطة”، كان يوفد بعض تلامذته كدعاة إلى بعض القرى المحيطة بها، وأن هذه القرى كانت تختلف في استجابتها لهؤلاء الدعاة، ما بين المسارع والمتباطيء، إلا قرية واحدة كان لها شأن خاص، شأن غريب لا يشبه أي قرية! إذ كان أهلها لا يرفضون استقبال الداعية فحسب، بل ربما آذوه وطردوه، وكانوا يرفضون تقديم القِرى لهم، مخالفين في ذلك عادات الناس عامة، والعرب خاصة، من التزامهم الشيم والمروءات ومكارم الأخلاق، ولم يقتصروا على ذلك ، بل تجاوزوه إلى الإيذاء والطرد.
قال الشيخ “الحصين”: ثم إن الشيخ “القرعاوي” فكر وقدر، وقرر أن يقوم بالمهمة بنفسه، – مهمة اقتحام القرية دعوياً – يعاونه في ذلك بعض تلامذته ممن جربوا ولم ينجحوا، فاستعد للمهمة، ووضع خطة في ذهنه، وغادروا جميعاً متجهين نحو القرية، وحين اقتربوا منها قام الشيخ رحمه الله بمسح المنطقة المحيطة بالقرية عن بعد، كخطوة أولى من خطته التي رسمها لمعرفة تفاصيل حياتهم، وما يحيط بهم، ثم قرر ألا يدخل القرية إلا مع قدوم الليل، وأن يدخلها كرجل مسافر، يريد أن يرتاح من العناء، ويسلم من مخاطر الطريق، ولذا فهو يبحث عن مأوى يقيه تلك المخاطر إذا سار في الليل، وسيطلب منهم ضيافته ليلته تلك، ويلتزم لهم بالمغادرة صباحاً إن هم أبوا – كما هو المتوقع منهم – ويبقى الآخرون في مكان بعيد يرقبون ويتابعون، وسيعرف بهذا الأسلوب حالهم، بل وشأنهم كله، وأهمه عنده: هل يؤذن عندهم للصلاة، وهل تقام لديهم الجماعة أم لا..إلى آخره.
غابت الشمس أو كادت، فاتجه الشيخ إليهم، وأراد أن يدخل عليهم قريتهم، فإذا بهم أو بعضهم يتجمعون حوله، ويريدون منعه، وتعاملوا معه بجفاء وقسوة، فترجاهم ألا يفعلوا، وذكر أنه مجرد عابر طريق، غرضه أن يبحثوا له عن مكان مناسب يحفظ فيه نفسه من مخاطر السفر في الليل، فأبوا عليه، فكرر عليهم وألح، وبدأ يغريهم بالمال، ويقول لهم بأنه سيقبل أي مكان يختارونه له، مهما كان وضعه وسعره، فلان جانبهم لما بدأ يغريهم بالمال، فكرر الشيخ وألح، وزاد في إغرائه، فإذا بهم يوافقون، لكنهم قالوا إن المكان المتوفر غير مناسب، فأعاد الشيخ موافقته على أي مكان، فأدخلوه مكاناً ما، فوجيء الشيخ أنه مكان غير لائق، وكأنه ليس مما خصص للآدميين! لكن الشيخ لم يظهر إنزعاجه لهم من ذلك، بل شكرهم على صنيعهم، وأنهم بذلك الصنيع أصحاب معروف عليه وفضل، إذ هذا خير من الموت في الطريق، ووعدهم بالمكافأة المجزية، لكنهم أكدوا له شرطهم من أنه يجب عليه أن يغادر القرية مع الفجر، فالتزم لهم بذلك.
تفرق الجمع، وبقي الشيخ وحيداً في هذا المكان الذي أرادوا أن يؤذوه به، لكن همة الشيخ، وغايته من الزيارة سهلت كل صعب، ويسرت كل شاق، لا سيما وهو المتمرس في هذا الشأن، المعتاد عليه، حتى صار يتلذذ بهذا العمل في الله، فبدأ الشيخ بتهيئة المكان، وتسويته، وفرشه بالمتاح عنده؛ ليرتاح فيه بعض الوقت، وهو ينوي متابعة مهمته لا سيما معرفة ماذا يفعل القوم، وأثناء دخوله وخروجه بغرض تهيئة مكانه، تبين له أنهم أيضاً كانوا يراقبونه، ويحاولون معرفة ما كان يصنع هذا الغريب، واتضح للشيخ أنهم قوم جهلة ضالون، لا مسجد لديهم ولا صلاة، وأنهم أبعد ما يكونون عن الدين، فما إن اقترب الفجر حتى أقبل القوم لينفذوا شروط الاتفاق، وعلى هذا الضيف أن يغادر غرفتهم المميزة، في فندقهم الخمسة نجوم.
ما إن وصلوا حتى رأوا الشيخ مستعداً لتنفيذ ما أرادوا، لكنه بادرهم بعرض أمور ثلاثة كان لها وقع لطيف في نفوسهم: كرر شكره الجميل لهم على ما فعلوه تجاهه، وأيضاً أجزل لهم المكافأة، والأشد إغراءً من سابقتيها أنه أخبرهم أن غداءهم – أهل القرية كلهم – ذلك اليوم عليه، مكافأة لهم على إيوائهم له، فسألوه – وهم ينظر بعضهم لبعض متعجبين – أين ستغدينا؟ فقالهم لهم الموعد ظهراً تحت الشجرة العظيمة المجاورة لقريتكم، فنظر بعضهم لبعض، ووافقوا بعد إلحاح الشيخ في دعوته لهم.
عاد الشيخ إلى تلامذته، وهيئوا المكان، واستعدوا لتجهيز الغداء، وذبحوا ذبائحهم، فما إن اقترب الموعد حتى أقبل القوم زرافات ووحداناً، وأول ما لاحظوه أن الشيخ ليس وحيداً، لكنهم شغلوا بما هو أعظم، شغلوا بالغداء الذي كان اللحم هو المكون الرئيس فيه، والأهم من ذلك أن أنظارهم كانت شاخصة إلى عدد من الُشنط البيضاء المصفوفة أمامهم، سماها الشيخ “الحصين” سحارات بيض، وهنا قطع الشيخ “الحصين” حديثه، وسألنا نحن الموجودين: إيش تتوقعون في هذه الشنط؟ فأجابه كل واحد منا بما يتوقع، فمنا من قال “كتب” يريد الشيخ أن يوزعها عليهم، فنفى ذلك، ومنا من قال مال، ومنا من قال ملابس..وهكذا، والشيخ ينفي ويبتسم، فلما رأى عجزنا، أحاط فمه بيديه وهتف بصوته الخفيض: “الشنط مليانة قات”، قات يالربع، الشيخ عارف مفتاحهم، المهم قدم لهم الغداء، فأكلوا وشبعوا، ثم فتح الشيخ “سحاراته”، ووزع عليهم إكراميته، وأعطى كل واحد منهم نصيبه، وهو يودعهم ويشكرهم، ويدعو لهم، وهنا تأتي المفاجأة الأخرى.
انبهر القوم من كرم الشيخ وأخلاقه، وقد عزموا على أمر لم يتوقعه الشيخ، أو أنه توقعه بحكم خبرته في التعامل مع قرى المنطقة عامة، فوجهوا الكلام إليه يدعونه للعشاء عندهم، وأنهم لن يسمحوا له بالمغادرة حتى يقوموا بحق الضيافة عليهم تجاهه، فإذا بمشهد دخول الشيخ للقرية يتكرر، لكنه معكوساً هذه المرة، إذ هم الذين يلحون والشيخ يتمنّع، فقدموا كل ما لديهم من وسائل قبلية ليقبل دعوتهم والشيخ يعتذر.
فلما رأى عزيمتهم – وهو ما كان يتمناه – قال لهم أنا لست وحدي كما ترون فمعي ناس، وعندي شغل، وإذا قبلت دعوتكم، وجئنا إليكم، فقد نثقل عليكم، ونلزمكم بأشياء عندنا ليست عندكم، مثل الصلاة وغيرها، فكانوا يقولون له: إنهم يقبلون شروطه كلها دون تردد، فلما استوثق الشيخ منهم قبل دعوتهم، فكانت فرحتهم غامرة، وكادوا أن يحملوا الشيخ على أكتافهم، ودخلوا به قريتهم بالزوامل والشيلات يزفونه إليها، في مشهد عجيب غريب، وتلاميذ الشيخ ينظرون غير مصدقين ما يحدث، لولا أنه يجري تحت سمعهم وبصرهم.
دخلوا القرية على ذلك النحو، فإذا الشيخ يسأل أين مسجدكم، فذكروا له أنه لا مسجد عندهم، فطلب منهم تحديد مكان مناسب فحددوا، وشرعوا في بناء المسجد، ورفع الأذان، وأقيمت الصلاة، وتفقد الشيخ بعض ما كان يسمع أنها وسائل شركية عندهم فأزالها، وهم يسمعون ويطيعون، قد لانت عريكتهم للشيخ، وخضعوا لما يطلبه منهم، وبقي الشيخ عندهم ثلاثة أيام على عادة العرب في الضيافة، شعر الشيخ خلالها أن الأمر كما يحب، وأن شعائر الدين قد أقيمت، وأن القوم قد ذلت نفوسهم للدين، بعد أن كانت قد استعصت من قبل، فاستأذنهم في المغادرة، فأبوا عليه بحجة أنه سيتركهم للجهل بعد أن ذاقوا طعم الإيمان، وأدركوا أنهم كانوا على ضلال، فاعتذر الشيخ منهم لمشاغل كثيرة عنده، وعيّن لهم أحد تلاميذه، وقال لهم هذا وكيلي عندكم، يعلمكم ويرعى شؤونكم، وينقل إلي حاجاتكم، فوافقوا على مضض، وغادر الشيخ بعد أن قرت عينه بهذا الانجاز العظيم، والحمدلله على توفيقه وامتنانه.
هذا درس بليغ من الشيخ رحمه الله في وسائل الدعوة، نقله إلينا معالي الشيخ “الحصين” بسند مباشر عن الشيخ “القرعاوي”، بين لنا فيه فقه الشيخ رحمه الله، وفهمه العميق لقواعد الدين، ورفقه بالناس، وتدرجه فيما يدعو إليه، ليعلم الدعاة فقه الدعوة، ويتعلموا منه كيف ينبغي لهم أن يدعو الناس، وأن الإخلاص والصدق في الدعوة ركيزتان أساسيتان، بالإضافة إلى الرفق بالناس، ومداراتهم، والصبر على أذاهم، وترغيبهم فيما ينفعهم، وأن ذلك من أعظم ما ينبغي أن يتحلى به الداعية البصير، وأن إعمال القواعد الشرعية في التعامل مع المدعو أمر ضروري، لا سيما قواعد المصالح والمفاسد، إذ فهمها من البصيرة في الدعوة، وهكذا ينبغي أن نكون، وبهذا تقوى الدعوة وتنجح وتؤثر وتترسخ، نسأل ﷻ أن يفقه الجميع في دينه إنه جواد كريم.
وهذا الذي فعله الشيخ “القرعاوي” من تطبيقه لقاعدة المصالح والمفاسد، ليس بدعاً من القول أو الفعل، فالقاعدة أصل شرعي راسخ، فنصوص القرآن الكريم فضلاً عن السنة النبوية زاخرة بما قاله وفعله وقرره النبي الكريم ﷺ، مثل عدوله عن إعادة بناء الكعبة لأن الناس حديثو عهد بكفر، وتركه قتل ابن أبي سلول حتى لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه، وغيرها كثير، بل وللشيخ سلف كرام اشتهرت مواقفهم المبنية على تلك القاعدة، الموافقة لنهجه من حيث الجملة يرحمه الله، ومن أوضحها ما وجه به شيخ الإسلام ابن تيمية بعض تلامذته في طريقة التعامل مع التتار، والأمثلة في هذا كثيره..والحمدلله.
ومما يحسن أن نختم به مقالنا هذا، مناقشة بعض من يعترض على الشيخ في وسائله وأساليبه، إذ يعد بعضهم ما كان يفعله الشيخ من التساهل في الدين، وهؤلاء جرءاء على الدين، إذ وصفوا الشيخ بالجهل وهو الداعية الفقيه، وادعوا هم العلم وهم المتعالمون، وتقدموا في نقد الشيخ بين يدي من هو أكبر منهم وأعلم، إذ كبار العلماء والمعتبرون منهم ما فتئوا يشيدون بالشيخ وجهوده، ويثنون على منهجه، ويوصون بالإفادة من طريقته.
كما ينبغي التنبيه أن ما كان يفعله يرحمه الله، من تجاوز لبعض المفاسد البسيطة، وغض الطرف عنها في أسلوب دعوته، شيء يسير ومؤقت، يغتفر أمام المصالح الكبرى التي تحققت على يديه رحمه الله ، وأين هذا من هذا.؟!، بالإضافة إلى أن تلك الأشياء التي وقعت ربما كانت مستنكرة عندنا، وهي عند أولئك ليست كذلك، ثم هو أمر ليس بشيء أمام أناس لا يقيمون المعلوم من الدين كالصلاة، بل كانوا غرقى في الجهل، فضلا عن وقوعهم في البدع والشركيات التي ربما ناقض بعضها أصول الدين وقواعده الأساسية.
والشيخ القرعاوي يرحمه الله كان قدوة عظيماً، يلزم نفسه بالعزايم، وإن كان يتعامل مع بعض العوام بالرخصة بدليل، إذا هذا هو الفقه الذي أشار إليه الإمام سفيان الثوري:”إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة، فأما التشديد فيحسنه كل أحد”.
ولا شك أن غياب هذا الفقه سد على الناس أبواباً كثيرة من السعة والرحمة التي قررتها الشريعة، لكن تطبيق هذا الأصل منوط بأهل العلم والفقه لا بأهل الجهل والهوى، فهناك من يستغل هذه القاعدة لتمرير فهومه الخاطئة، وتصوراته الضعيفة، فيجعلها متكأ له للتساهل، وتمييع الأحكام الشرعية؛ لتوافق هواه ورغباته، لكن العلماء الربانيين لهم ميزانهم الدقيق في تطبيقها، بعيداً عن التشدد والتساهل على حد سواء..والحمدلله.
رحم الله الشيخ “القرعاوي” وغفر له، وأعظم له الأجر، فكم من سنة أحياها، وكم من بدعة أماتها، وكم له من آثار تكتب له مع تواصل الأيام، في سجل من لا يضل ولا ينسى، ورحم الله معالي الشيخ “الحصين”، الذي قص علينا هذا الموقف الذي يدل على عظم فقهه ومنجزاته، بسنده عن الشيخ نفسه، وهو أيضا قدوة إمام في هذا الباب، فرحمه الله، ورفع مقامه في جنات النعيم، ونفعنا بما تركوه لنا من علوم وتجارب، وسلام على المرسلين، والحمدلله رب العالمين.
انتهيت من تحريره عصر يوم السبت 20 ذي القعدة 1441 هـ